منتديات الصرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصرح

مرحبا في منتديات الصرح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجـــــنـــــــــــــــــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصرح
المدير العام



عدد الرسائل : 247
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الجـــــنـــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: الجـــــنـــــــــــــــــة   الجـــــنـــــــــــــــــة Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2007 11:14 pm

السلام عليكم

الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

هنا ساتناول موضوع الجنة من عدة جهات وفصول

أولاً: أبوابها:-

للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة قال تعالى : ( حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) ، وقال تعالى : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ).
وعدد أبواب الجنة ثمانية ، وأحد هذه الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين ، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنة ثمانية أبواب ، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم ).


وهناك باب للمكثرين من الصلاة ، وباب للمتصدقين ، وباب للمجاهدين ، بالإضافة إلى باب الصائمين المسمى بالريان ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله دعي من أبواب الجنة ، وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام . فقال أبو بكر : والله ما على أحد من ضرر دعي من أيها دعي ، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ,وأرجو أن تكون منهم) .

وسؤال أبى بكر يريد به شخصا اجتمعت فيه خصال الخير من صلاة وصيام وصدقة وجهاد ونحو ذلك ، بحيث يدعى من جميع تلك الأبواب .



وقال القاضي عياض : ذكر في هذا الحديث أربعة من أبواب الجنة وزاد غيره بقية الثمانية، فذكر منها :

باب التوبة ، وباب الكاظمين الغيظ ، وباب الراضين ، والباب الأيمن الذي يدخله من لا حساب عليه .

وذكر الترمذي الحكيم أبو عبدالله الجنة في [ نوادر الأصول ] فذكر باب محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو باب الرحمة ، وهو باب التوبة فهو منذ خلقه الله مفتوح لا يغلق ، فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلى يوم القيامة ، وسائر الأبواب مقسومة على أعمال البر ، فباب منها للصلاة وباب للصوم وباب للزكاة والصدقة وباب للحج وباب للصلة وباب للعمرة . فزاد باب الحج وباب العمرة وباب الصلة ، فعلى هذا أبواب الجنة أحد عشر بابا .



وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يتوضأ فيحسن الوضوء ، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقول : اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.

فقد روى مسلم في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، وأهل السنن عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليم وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم رفع بصره إلى السماء فقال :أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء ) .



وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خص الذين لا حساب عليهم بباب خاص دون غيرهم وهو باب الجنة الأيمن ، وبقيتهم يشاركون بقية الأمم في الأبواب الأخرى ، ففي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة في حديث الشفاعة : ( فيقول الله : يا محمد ادخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر ) ، ثم بين في هذا الحديث سعة أبواب الجنة ، وأن ما بين جانبي الباب كما بين مكه وهجر، أو كما بين مكة وبصرى ، ففي الحديث السابق المتفق عليه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده : إن بين المصراعين من مصاريع الجنة ، أو ما بين عضادتي الباب كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى ).

وورد في الصحيحين ومسند أحمد أن أبواب الجنة تفتح في رمضان ، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء) ، وفي رواية ( فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار).

وورد في بعض الأحاديث أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة، فقد روى أحمد في مسنده وأبو نعيم في " الحلية " عن حكيم بن معاوية عن أبيه معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم ، وإنه لكظيظ) وإسناده صحيح .

ثانياً: أحاديث في الجنة:-

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي ‏ الله ‏ عنه ‏ ‏قال ‏ قال النبي ‏ ‏صلى ‏ الله ‏ عليه وسلم ‏ ‏تحاجت الجنة ‏ والنار فقالت النار ‏ ‏أوثرت ‏ ‏بالمتكبرين ‏ ‏والمتجبرين ‏ ‏وقالت الجنة ما ‏ لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس ‏ ‏وسقطهم ‏ ‏قال ‏ الله تبارك وتعالى أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ‏ ‏ويزوى ‏ ‏بعضها إلى بعض ولا يظلم ‏‏ الله‏ عز وجل من ‏ خلقه أحدا وأما ‏الجنة فإن ‏ الله ‏ عز وجل ‏ ‏ينشئ ‏ ‏لها خلقا . رواه البخاري

‏ ‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏قال ‏ أتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏النعمان بن قوقل ‏ ‏فقال يا رسول الله أرأيت ‏ ‏إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أأدخل ‏ الجنة ‏ فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نعم ‏. رواه مسلم

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا تدخلون ‏ الجنة ‏ حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ‏. رواه مسلم

عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أتاني آت من ربي فأخبرني ‏ ‏أو قال بشرني ‏ ‏أنه ‏ ‏من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل ‏الجنة ‏ قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ‏. رواه البخاري

‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ أن أعرابيا أتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال دلني على عمل إذا عملته دخلت ‏ الجنة ‏ قال ‏ ‏تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا فلما ولى قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من سره أن ينظر إلى رجل من أهل ‏ الجنة ‏ فلينظر إلى هذا . رواه البخاري‏

‏ ‏عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم ‏ ‏وتوكل ‏ ‏الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة ‏ أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة ‏. رواه البخاري

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله ‏ الجنة ‏ جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها فقالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس قال إن في ‏‏ الجنة ‏ مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط ‏‏ الجنة وأعلى الجنة ‏ أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة . رواه البخاري



عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏كل أمتي يدخلون الجنة ‏ إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل ‏‏ الجنة ‏ ومن عصاني فقد أبى ‏. رواه البخاري


عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ عن رسول ‏ الله ‏ ‏ ‏صلى ‏ الله ‏ عليه وسلم ‏ قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل ‏ ‏إلى ‏ الجنة فقال ‏ ‏ ‏انظر إليها وإلى ‏ ما أعددت لأهلها فيها ‏‏ قال فجاءها ونظر إليها وإلى ‏ما ‏ أعد ‏ الله لأهلها فيها قال فرجع إليه ‏ قال ‏ فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره ‏ فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها ‏‏ قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه ‏ فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد ‏ قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ‏‏ ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات ‏ فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها. رواه الترمذي

عن ‏ ‏عثمان بن عفان ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏أدخل الله ‏‏ الجنة رجلا كان سهلا قاضيا ‏ ‏ومقتضيا ‏ ‏وبائعا ومشتريا . رواه أحمد‏

عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاصي ‏ عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة ومن لبس الحرير من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه حرير ‏‏ الجنة . رواه أحمد

عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة ومن لبس الحرير من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه حرير ‏‏ الجنة . رواه أحمد

يتبع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarh.ahlamontada.com
الصرح
المدير العام



عدد الرسائل : 247
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الجـــــنـــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجـــــنـــــــــــــــــة   الجـــــنـــــــــــــــــة Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2007 11:15 pm

ثالثاً: أشجار الجنة وثمارها

قال تعالى: ( إن للمتقين مفازا ، حدائق وأعنابا)ا

وقال تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان)ا

وقال تعالى : ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ،في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود ، وماء مسكوب ، وفاكهة كثيرة )ا

وهذا الذي ذكره القرآن من أشجار الجنان شيء قليل مما تحويه تلك الجنان، فلذلك قال الحق سبحانه: ( فيهما من كل فاكهة زوجان) ، ولكثرتها فإن أهلها يدعون منها بما يريدون ويتخيرون ما يشتهون ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) وقال سبحانه ( وفاكهة مما يتخيرون ) وقال: ( إن المتقين في ظلال وعيون ، وفواكه مما يشتهون) ، وبالجملة فإن في الجنة من الثمار والنعيم كل ما تشتهيه النفوس وتلذه العيون، قال تعالى: (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين)ا

وقد قال ابن كثير كلاما لطيفا دلل فيه على عظم ثمار الجنة ، إذا استنتج أن الله نبه بالقليل عن الكثير، والهين على العظيم عندما ذكر السدر والطلح، قال : [وإذا كان السدر الذي في الدنيا لا يثمر إلا ثمرة ضعيفة وهو النبق، وشوكه كثير، والطلح الذي لا يراد منه في الدنيا إلا الظل، يكونان في الجنة في غاية من كثرة الثمار وحسنها، حتى أن الثمرة الواحدو منها تتفتق عن سبعين نوعا من الطعوم والألوان، التي يشبه بعضها بعضا ، فما ظنك بثمار الأشجار التي تكون في الدنيا حسنة الثمار كالتفاح والنخل والعنب وغير ذلك ؟ وما ظنك بأنواع الرياحين والأزاهير ؟ وبالجملة فإن فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، نسأل الله منها من فضله ]ا

وأشجار الجنة دائمة العطاء ، فهي ليست كأشجار الدنيا تعطي في وقت وفصل دون فصل بل هي دائمة الإثمار والظلال، قال تعالى ( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها )، وقال ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة)، أي دائمة مستمرة وهي مع دوامها لا يمنع عنها أهل الجنة. ومن لطائف ما يجده أهل الجنة عندما تأتيهم ثمارها أنهم يجدونها تتشابه في المظهر، ولكنها تختلف في المخبر ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها).ا



وصف بعض شجر الجنة

الشجرة التي يسيرالراكب في ظلها مائة عام

هذه شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن الراكب لفرس من الخيل التي تعد للسباق يحتاج إلى مائة عام حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه ، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها)، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم(وظل ممدود ))ا

ورواه مسلم عن أبي هريرة وسهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها )ا



سدرة المنتهى

وهذه الشجرة ذكرها الحق في محكم التنزيل وأخبر الحق أن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها عندها ، وأن هذه الشجرة عند جنة المأوى، كما أعلمنا أنه غشيها ما غشيها مما لا يعلمه إلا الله عندما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذا يغشى السدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى)، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء مما رآه : ( ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، قالSad أي جبريل) هذه سدرة النتهى، وإذا باربعة أنهار ، نهران باطنان ، ونهران ظاهران ، قلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات) رواه البخاري ومسلم

وفي الصحيحين أيضا: ( ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ونبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك).ا



شجرة طوبى

وهذه شجرة عظيمة تصنع ثياب أهل الجنة ، ففي مسند أحمد وتفسير ابن جرير وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)ا

وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقا تخلق، أم نسجا تنسج ؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمSad مم تضحكون، من جاهل سأل عالم؟ ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : اين السائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: لا ، بل تشقق عنها ثمر الجنة ، ثلاث مرات ).ا



سيد ريحان أهل الجنة

قال تعالى: ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم)ا

وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيد ريحان أهل الجنة الحناء،ففي معجم الطبراني الكبير بإسناد صحيح على شرط الشيخين عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سيد ريحان الجنة الحناء).أ



سيقان أشجار الجنة من ذهب

ومن عجيب ما أخبر به به الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيقان أشجار الجنة من الذهب ففي سنن الترمذي وصحيح ابن حبان وسنن البيهقي بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب).ا



كيف يكثر المؤمن حظه من اشجار الجنة

طلب خليل الرحمن ابو الأنبياء إبراهيم عليه السلام من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أن يبلغ أمته السلام وأن يخبرهم بالطريقة التي يستطيعون بها تكثير حظهم من أشجار الجنة، فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر

رابعا: أكثر أهل الجنة

أكثر من يدخل الجنة الضعفاء الذين لا يأبه الناس لهم ، ولكنهم عند الله عظماء ، لإخباتهم لربهم ، وتذللهم له ، وقيامهم بحق العبودية لله ، روى البخاري ومسلم عن حارثة بن وهب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ قالوا: بلى ، قال: كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره )ا

قال النووي في شرحه للحديث ( ومعناه يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه، لضعف حاله في الدنيا ، والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء ......... وليس المراد الاستيعاب )ا

وفي الصحيحين ومسند أحمد عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسين غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ) ا

وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اطلعت في الجنة ، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء )ا



وتخاصم الرجال والنساء زمن الصحابة في أكثر أهل الجنة ، هل هم الرجال أم النساء ؟

ففي صحيح مسلم عن ابن سيرين قال : اختصم الرجال والنساء أيهم أكثر في الجنة ؟ وفي رواية : إما تفاخروا وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فسألوا أبا هريرة ، فاحتج أبو هريرة رضي الله عنه على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تلهيا على أضوأ كوكب دري في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب )ا

والحديث واضح الدلالة على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال ، وقد احتج بعضهم على أن الرجال أكثر بحديث (رأيتكن أكثر أهل النار ) ، والجواب أنه لا يلزم من كونهن أكثر أهل النار أن يكن أقل ساكني الجنة كما يقول ابن حجر العسقلاني ، فيكون الجمع بين الحديثين أن النساء أكثر أهل النار وأكثر أهل الجنة ، وبذلك يكن أكثر من الرجال وجودا في الخلق. ويمكن أن يقال : إن حديث أبي هريرة رضي الله عنه يدل على أن نوع النساء في الجنة أكثر سواء كن من نساء الدنيا أو من الحور العين ، والسؤال هو أيهما أكثر في الجنة : رجال الدنيا أم نساؤها ؟ وقد وفق القرطبي بين النصين بأن النساء يكن أكثر أهل النار قبل الشفاعة وخروج عصاة الموحدين من النار ، فإذا خرجوا منها بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين كن أكثر أهل الجنة

وهناك ما يدل على قلة النساء في الجنة وهو ما رواه أحمد وأبو يعلى عن عمرو بن العاص قال ( بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب إذ قال : انظروا هل ترون شيئا ؟ فقلنا: نرى غربانا فيها غراب أعصم ، أحمر المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان )


خامساً: الحور العين:


الحور: جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد

العين: جمع عيناء ، وهي واسعة العين

وقد قال سبحانه وتعالى مخبرا عما أعده لعباده المتقين( وزوجناهم بحور عين)ا

كما جاء في وصف الحور بأنهن كواعب أتراب، فقال تعالى ( إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا ، وكواعب أترابا)ا

والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب: المتقاربات في السن، والحور العين من خلق الله في الجنة ، أنشأهن إنشاء ، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا(إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا ، عربا أترابا ) والعرب المتحببات إلى أزواجهن، وكونهن ابكارا يقتضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد كما قال تعالى

(لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)

وتحدث القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: ( وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون) والمراد بالمكنون : المصان الذي الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس ، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، كأنهن الياقوت والمرجان )، والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن ، وقد شهد الله سبحانه للحور بالحسن والجمال ، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال

(فيهن خيرات حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، حور مقصورات في الخيام)

ونساء الجنة مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط وما إلى ذلك، وهذا مقتضى قوله تعالى ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون )ا

وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جمال نساء أهل الجنة ، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه - والحديث عن أول زمرة تدخل الجنة - ( ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن)ا

وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ ( ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري

وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه اقل عدد ، وإلا فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه)ا

ذكر ابن وهب عن محمد بن بن كعب القرظي أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر فكيف المسورة وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه ما عليها من ثياب وحلي

وقال أبو هريرة رضي الله عنه إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول : اين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر

وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل

وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما

غناء الحور العين

ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه ، نحن المقيمات فلا يظعنه)ا

وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام)ا

صفة الحور

ذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين صفة الحور : في نحرها مكتوب أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلا ولا عنك معدلا. كبدها مرآته وكبده مرآتها يرى مخ ساقها من وراء لحمها وحليها كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء ، وكما يرى السلك الأبيض في جوف الياقوتة الصافية

دلال الحور

روي عن الحسن رضي الله عنه أنه قال : بينما ولي الله في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من ياقوت أحمر وعليه قبة من نور، إذا قال لها : قد اشتقت إلى مشيتك، قال فتنزل من سرير ياقوت أحمر إلى روضة مرجان أخضر ، وينشئ الله عز وجل لها في تلك الروضة طريقين من نور ، أحدهما نبت الزعفران ، والآخر الكافور ، فتمشي في نبت الزعفران وترجع في نبت الكافور ، وتمشي بسبعين ألف لون من الغنج

غيرة الحور العين على أزواجهن في الدنيا

ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا)ا


يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع . قيل يا رسول الله ، أو يطيق ذلك؟ قال : يعطى قوة مائة رجل ) ، رواه الترمذي

يتبع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarh.ahlamontada.com
الصرح
المدير العام



عدد الرسائل : 247
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الجـــــنـــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجـــــنـــــــــــــــــة   الجـــــنـــــــــــــــــة Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2007 11:18 pm

سادساً: العشرة المبشرون بالجنة:

نص الرسول صلى الله عليه وسلم نصا صريحا على أن عشرة من أصحابه من أهل الجنة ، ففي مسند أحمد عن سعيد بن زيد وسنن الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة) واسناده صحيح

واكتفي بهذا الحديث لأن الموضوع سيطول عليكم


سابعاً: أنهار الجنة:

قال تعالى : ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ) سورة محمد

( الترمذي ) عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة بحر الماء ، وبحر اللبن ، وبحر العسل ، وبحر الخمر ، ثم تنشق الأنهار بعد ذلك). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح .

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رفعت لي السدرة فإذا أربعة أنهار :نهران ظاهران ونهران باطنان فأما الظاهران فالنيل والفرات ، وأما الباطنان : فنهران في الجنة).

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة ).


ثامناً: الأوائل في دخول الجنة:

إن أول البشر دخولا إلى الجنة على الإطلاق هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول الأمم دخولا إلى الجنة هم أمته، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

وقد وردت الأحاديث في ذلك ، فروى مسلم في صحيحه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أول من يقرع باب الجنة ).

وروى مسلم عن أنس أيضا ، قال : قال رسول الله صلى اله عليه : ( آتي باب الجنة فأستفتح ، فيقول الخازن: من أنت ؟ فأقول محمد . فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك )

وثبت في الصحيحين وسنن النسائي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، نحن أول الناس دخولا الجنة )

وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آتاني جبريل فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي ) فقال أبو بكر : وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي ).

أما أول زمرة تدخل الجنة فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين على آثارهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض يسبحون الله بكرة وعشيا ، لا يسقمون فيها ولا يموتون، ولا ينزفون [لا يسكرون ] ، آنيتهم من الذهب والفضة ، وأمشاطهم الذهب ووقود مجامرهم الألوة [ عود الطيب ]، ورشحهم المسك ).


روى الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة : شهيد ، وعفيف متعفف ، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه ).



تاسعاً: سادة أهل الجنة:

روى جمع من الصحابة منهم علي بن أب طالب وأنس بن مالك وابو جحيفة وجابر بن عبدالله وأبو سعيد الخدري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين)ا

وقد ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني طرقه في كتب السنة، وقال في خاتمه تخريجه للحديث: ( وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، لأن بعض طرقه حسن لذاته ، وبعضه يستشهد به ....)ا



سيدا شباب أهل الجنة

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثبت ذلك من طرق كثيرة تبلغ درجة التواتر، وقد جمع الشيخ الألباني طرق الحديث في كتابه القيم ( سلسلة الأحاديث الصحيحة)، فقد رواه الترمذي والحاكم والطبراني وأحمد وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).ا



سيدات نساء أهل الجنة

السيدة الفاضلة هي التي يرضى عنها ربها، ويتقبلها بقبول حسن، وأفضل النساء هن اللواتي يحزن جنات النعيم، ونساء أهل الجنة يتفاضلن ، وسيدات نساء أهل الجنة : خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وآسية ن ففي مسند أحمد ومشكل الآثار للطحاوي ومستدرك الحاكم، بإسناد صحيح عن ابن عباس قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض اربعة أخطط، ثم قال: ( هل تدرون ما هذا ؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون)ا

ومريم وخديجة أفضل الأربع، ففي صحيح البخاري عن علي بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد)

ومريم هي سيدة النساء الأولى وأفضل النساء على الإطلاق، فقد روى الطبراني بإسناد صحيح على شرط مسلم عن جابر قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير النساء بعد مريم ابنة عمران : فاطمة ، وخديجة ، وآسية امرأة فرعون) وكونها أفضل النساء على الإطلاق صرح به القرآن : ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) وكيف لا تكون كذلك وقد صرح الحق بأنه تقبلها : ( بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ).


عاشراً: مقدار ما يدخل الجنة من هذه الأمة:

يدخل من هذه الأمة الجنة جموع كثيرة الله أعلم بعددهم ، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال : حدثني ابن عباس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عرضت عليّ الأمم ، فأخذ النبي يمر معه الأمة ، والنبي يمر معه النفر ، والنبي يمر معه العشرة ، والنبي يمر معه الخمسة ، والنبي يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت : يا جبريل هؤلاء أمتي ؟ قال : لا ، ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرن فإذا سواد كثير ، قال: هؤلاء أمتك ، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب )ا

والسواد الأول الذي ظنه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته هم بنو اسرائيل، كما في بعض الروايات في الصحيح ( فرجوت أن تكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه )ا

ولا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من بني اسرائيل ، ففي الحديث ( فإذا سواد كثير ) قال ابن حجر في رواية سعيد سعيد بن منصور " عظيم " وزاد فقيل لي : ( انظر إلى الأفق ، فنظرت فإذا سواد عظيم ، فقيل انظر إلى الأفق الآخر مثله ) وفي رواية ابن فضيل ( فإذا سواد قد ملأ الأفق ، فقيل لي : انظر هنا ، وهاهنا في آفاق السماء ) وفي حديث ابن مسعود ( فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال ، وفي لفظ لأحمد : فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل ، فأعجبني كثرتهم وهيأتهم، فقيل أرضيت يا محمد ؟ قلت : نعم يا رب )ا

وقد ورد في بعض الأحاديث أن مع كل ألف من السبعين ألفا ، سبعين ألفا وثلاث حثيات من حثيات الله ، ففي مسند أحمد ، وسنن الترمذي وابن ماجه عن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ، ومع كل ألف سبعون ألفا ، وثلاث حثيات من حثيات ربي ) ولا شك أن الثلاث حثيات تدخل الجنة خلقا كثيرا

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرجو أن تكون هذه الأمة نصف أهل الجنة ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر بعث النار ، قال صلوات الله وسلامه عليه في آخره ( والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبرنا . فقال : أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فكبرنا . قال : ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض ، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود )ا

وورد في سنن الترمذي بإسناد حسن ، وسنن الدارمي عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أهل الجنة عشرون ومائة صف ، ثمانون منها من هذه الأمة ، وأربعون من سائر الأمم ) ، وهذا يعني أن هذه الأمة تبلغ ثلثي أهل الجنة

وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما صدقه من أمته إلا رجل واحد ) ا

والسر في كثرة من آمن من هذه الأمة أن معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الكبرى كانت وحيا متلوا يخاطب العقول والقلوب ، وهي معجزة باقية محفوظة إلى قيام الساعة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من الأنبياء نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إليّ ، وأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )

يتبع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarh.ahlamontada.com
الصرح
المدير العام



عدد الرسائل : 247
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الجـــــنـــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجـــــنـــــــــــــــــة   الجـــــنـــــــــــــــــة Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2007 11:19 pm

الحادي عشر: صور من نعيم أهل الجنة:

الصورة الأولى

حال المؤمن مع أزواجه في الجنة

ذكر ابن القيم حال في كتابه بستان الواعظين حال المؤمن مع أزواجه في الجنة

قال ابن عباس رضي الله عنه : وذلك أن ولي الله في الجنة على سرير ، والسرير ارتفاعه خمسمائة عام وهو قول الله عز وجل ( وفرش مرفوعة ) ، قال والسرير من ياقوت أحمر وله جناحان من زمرد أخضر ، وعلى السرير سبعون فراشا حشوها النور ، وظواهرها السندس ، وبطائنها من استبرق ، ولو دلى أعلاها فراشا ما وصل إلى آخرها مقدار أربعين عاما ، وعلى السرير أريكة وهي الحجلة وهي من لؤلؤة عليها سبعون سترا من نور وذلك قوله عز وجل ( هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون) يعني ظلال الأشجار ، على الأرائك يعني السرة في الحجال ، فبينما هو معانقها لا تمل منه ولا يمل منها والمعانقة أربعين عاما فإذا رفع رأسه فإذا هو بأخرى متطلعة عليه تناديه : يا ولي الله أما لنا فيك من دولة ؟ فيقول حبيبتي من أنت ؟ فتقول أنا من اللواتي قال الله فيهن ( ولدينا مزيد ) ، قال فيطير سريره ، أو قال كرسي من ذهب له جناحان فإذا رآها فهي تضعف على الأولى بمائة ألف جزء من النور فيعانقها مقدار أربعين عاما لا تمل منه ولا يمل منها ، فإذا رقع رأسه رأى نورا ساطعا في داره ، فيعجب فيقول سبحان الله أملك كريم زارنا ، أم ربنا أشرف علينا ؟ فيقول الملك وهو على كرسي من نور بينه وبين الملك سبعون عاما ، والملك في حجبته في الملائكة : لم يزرك ملك ولم يشرف عليه ربك عز وجل ، فيقول ما هذا النور ؟

فيقول الملك لزوجتك الدنيوية وهي معك في الجنة ، وأنها طلعت ورأتك معانقا لهذه فتبسمت فهذا النور الساطع الذي تراه في دارك هو نور ثناياها ، فيرفع رأسه إليها فتقول : يا ولي الله أما لنا فيك من دولة ؟ فيقول : حبيبتي من أنت ؟ فتقول له يا ولي الله أما أنا فمن اللواتي قال الله عز وجل فيهن ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) الآية . قال فيطير سريره إليها فإذا لقيها فهي تضعف عن هذه الأخرى بمائة ألف جزء من النور لأن هذه صلت وصامت وعبدت الله عز وجل ، فهي إذا دخلت الجنة أفضل من نساء الجنة ، لأن أولئك أنبتن نباتا ، فيعانق هذه مقدار أربعين عاما لا تمل منه ولا يمل منها ، ثم إنها تقوم بين يديه وخلاخلها من يواقيت ، فإذا وطئت يسمع من خلاخلها صفير طل طير في الجنة ، فإذا مس كفها كان ألين من المخ ويشم من كفها رائحة كل طيب في الجنة وعليها سبعون حلة من نور لو نشر الرداء منها لأضاء ما بين المشرق والمغرب ، خلقت من نور والحلل عليها أسورة من ذهب وأسورة من فضة وأسورة من لؤلؤ ، وتلك الحلل أرق من نسج العنكبوت وهو أخف عليها من النقش، وأنه يرى مخ ساقها من صفائها ورقتها من وراء العظم واللحم والجلد ، والحلل مكتوب على ذراعها اليمين بالنور ( الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن )

ومكتوب على كبدها بالنور حبيبي أنا لك لا أريد بك بدلا ، وكبدها مرآته ، وهي على صفاء الياقوت وحسن المرجان وبياض البيض المكنون ( عربا أترابا ) العرب العاشقات لأزواجهن ، والأتراب بنات خمس وعشرين سنة ، مفلجة لو ضحكت لأضاء نور ثناياها ولو سمع الخلائق منطقها لافتتن كل بر وفاجر ، فهي قائمة بين يديه فساقها يضعف على قدميها بمائة ألف جزء من النور ، وفخذها يضعف على ساقها بمائة ألف جزء من النور ، وعجزها ، وعجزها يضعف على فخذها بمائة ألف جزء من النور ، وبطنها يضعف على عجزها بمائة ألف جزء من النور ، وصدرها يضعف على بطنها بمائة ألف جزء من النور ، ووجهها يضعف على نحرها بمائة ألف جزء من النور ، ولو تفلت في بحار الدنيا لعذبت كلها، ولو اطلعت من سقف بيتها إلى الدنيا لأخفى نورها نور الشمس والقمر ، عليها تاج من ياقوت أحمر مكلل بالدر والمرجان على يمينها مائة ألف قرن من قرون شعرها

وتلك القرون قرن من نور وقرن من ياقوت وقرن من لؤلؤ وقرن من زبرجد وقرن من مرجان وقرن من در مكلل بالزمرد الأخضر والأحمر، مفضض بألوان الجوهر موشح بألوان الرياحين ليس في الجنة طيب إلا وهو تحت شعرها ، الواحدة تضيء مسيرة أربعين عاما ، وعلى يسارها مثل ذلك ، وعلى مؤخرها مائة ألف ذؤابة من ذوائب شعرها ، فتلك القرون والذوائب إلى نحرها ثم تتدلى إلى عجرتها ثم تتدلى إلى قدميها حتى تجره بالمسك ، وعن يمينها مائة ألف وصيفة كل قرن بيد وصيفة ، وعن يسارها مثل ذلك ومن ورائها مائة ألف وصيفة آخذة بذؤابة من ذوائب شعرها ، ومن بين يديها مائة ألف وصيفة معهن مجامر من در فيها بخور من غير نار ويذهب ريحه في الجنة مسيرة مائة عام ، حولها ولدان مخلدون شباب لا يموتون كأنهن اللؤلؤ المنثور كثرة، فهي فهي قائمة بين يدي ولي الله ترى إعجابه وسروره بها وهي مسرورة وعاشقة له ، فتقول له يا ولي الله لتزدادن غبطة وسرورا ، فتمشي بين يديه بمائة ألف لون من المشي في كل مشية تجلى في سبعين حلة من النور وأن الماشطة معها فإذا مشت تتمايل وتنعطف وتتكاسر وتدور ، وتبتهج بذلك وتبتسم فإذا مالت مالت القرون من الشعر معها ومالت الذوائب ومالت الوصفان معها ، فإذا دارت درن معها ، فإذا أقبلت أقبلن معها ، خلقها الرحمن تبارك وتعالى خلقة إذا أقبلت فهي مقابله وإذا ولت فهي مقبلة الوجه لا تفارق وجهه ولا تغيب عنه، ويرى كل شيء منها ، إذا جلست بعد مائة ألف لون من المشي خرجت عجزتها من السرير وتدلي قرونها وذوائبها فيضطرب ولي الله لولا أن الله قضى أن لا موت فيها لمات طربا ، فلولا أن الله تبارك وتعالى قدرها له ما استطاع أن ينظر إليها مخافة أن يذهب بصره فتقول له يا ولي الله تمتع فلا موت فيها



الصورة الثانية

فرش أهل الجنة

أعدت قصور الجنة وأماكن الجلوس في حدائقها وبساتينها بألوان فاخرة رائعة من الفرش للجلوس والاتكاء ونحو ذلك ، فالسرر كثيرة راقية ، والفرش عظيمة القدر بطائنها من الاستبرق ، فما بالك بظاهرها ، وهناك ترى النمارق مصفوفة على نحر يسر الخاطر ، ويبهج النفس ، والزرابي مبثوثة على شكل منسق متكامل ، قال تعال ( فيها سرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة ) ، وقال تعالى ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق ) ، وقال تعالى ( متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ) وقال تعالى ( ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين ، على سرر موضونة ، متكيئن عليها متقابلين ) ، واتكاؤهم عليها على هذا النحو من النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة حين يجتمعون كما أخبر الله تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) ، وقال متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان )

والمراد بالنمارق : المخاد والوسائد المساند ، والزرابي : البسط ، والعبقري : البسط الجياد ، والرفرف: رياض الجنة ، وقيل نوع من الثياب ، والأرائك : السرر



الصورة الثالثة
خدم أهل الجنة

يخدم أهل الجنة ولدان ينشئهم الله لخدمتهم ، يكونون في غاية الجمال والكمال ، كما قال تعالى ( يطوف عليهم ولدان مخلدون ، بأكواب وأباريق وكأس من معين ) وقال ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا )ا

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : ( يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان أهل الجنة ( مخلدون ) أي على حالة واحدة مخلدون عليها ، لا يتغيرون عنها ، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن ، ومن فسرهم بأنهم مخرصون، في آذانهم الأقرطة فإنما عبر عن المعنى، لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير ، وقوله تعالى ( لؤلؤا منثورا ) أي إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ، ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا ، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن



الصورة الرابعة
شوق أهل الجنة

روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا ، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا )

قال النووي في شرحه لهذا الحديث ( المراد بالسوق مجمع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق، ومعنى يأتونها كل جمعة أي أسبوع ، وليس هناك حقيقة أسبوع ، لفقد الشمس والليل والنهار .... ، وخص ريح الجنة بالشمال لأنها ريح المطر عند العرب ، كانت تهب من جهة الشام ، وبها يأتي سحاب المطر ، وكانوا يرجون السحابة الشامية ، وجاءت في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة ، أي المحركة ، لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة وغيره من نعيمها )



الصورة الخامسة
اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم

يزور أهل الجنة بعضهم بعضا ، ويجتمعون في مجالس طيبة يتحدثون ويذكرون ما كان منهم في الدنيا ، وما منّ الله به عليهم من دخول الجنة ، قال تعالى واصفا ذلك ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) ، وأخبر تعالى عن لون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في مجتمعاتهم ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) ، ومن ذلك تذكرهم أهل الشر الذين كانوا يشككون أهل الإيمان ويدعونهم إلى الكفران ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قال قائل منهم إني كان لي قرين ، يقول أءنك لمن المصدقين ، أءذا كنا ترابا وعظاما أءنا لمدينون، قال هل أنتم مطلعون ، فاطلع فرآه في سواء الجحيم ، قال تالله إن كدت لتردين ، ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ، أفما نحن بميتين ، إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ، إن هذا لهو الفوز العظيم ، لمثل هذا فليعمل العاملون )



الصورة السادسة
التسبيح والتكبير

الجنة دار جزاء وإنعام ، لا دار تكليف واختبار ، وقد يشكل على هذا ما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة أول زمرة تدخل الجنة ، قال في آخره ( يسبحون الله بكرة وعشيا ) ولا إشكال في ذلك إن شاء الله تعالى ، لأن هذا ليس من باب التكليف ، قال ابن حجر في شرحه للحديث: ( قال القرطبي هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام ! وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله ( يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس ) ووجه التسبيه أن تنفس الانسان لا كلفة عليه فيه، ولا بد منه ، فجعل تنفسهم تسبيحا ، وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب سبحانه ، وامتلأت بحبه ، ومن أحب شيئا أكثر منه )

وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا التسبيح والتكبير لون من ألوان النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة ويتلذذون به



الصورة السابعة
رؤية الله تعالى

عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير كله بين يديك، فيقول هل رضيتم ؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا رب ، وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب، وأي شيء افضل من ذلك؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده أبدا ) متفق عليه

وأعظم النعم النظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم ، يقول ابن الأثير ( رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة ، بلغنا الله منه ما نرجو ) ا

وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم فقال ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم والتكرمة الباهرة ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ا

وقد روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه عن صهيب الرومي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئا ازيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى ) ، زاد في رواية ( ثم تلا هذه الاية ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))

والنظر إلى وجه الله تعالى من المزيد الذي وعد الله به المحسنين ( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ) وقوله ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، وقد فسرت الحسنى بالجنة ، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم



وأورد ابن القيم في كتابه " بستان الواعظين "

قال أبو هريرة رضي الله عنه : فقلت يا رسول الله ، هل نرى ربنا عز وجل ؟ قال : " نعم هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر؟" فقلنا لا . قال :" فكذلك لا تضامون في رؤية ربكم تبارك وتعالى" ، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله عز وجل محاضرة حتى إنه ليقول عز وجل لرجل يا فلان أتذكر يوم عملت كذا وكذا ؟ يذكره عذلاته في الدنيا فيقول يا رب ألم تغفر لي ؟ قال بلى فبسعة مغفرتي نلت منزلتك هذه . قال فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط فيقول ربنا عز وجل قدموا إليّ ما أعددت لكم من الكرامة، قال فنأتي سوقا من أسواق الجنة قد حفت به الملائكة لم تسمع به الأذان ، ولم تنظر إليه العيون ولم يخطر على القلوب ، قال فيحمل لنا فيها ما اشتهينا ليس يباع فيها شيء ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا ، قال فيلقى الرجل ذو المنزلة المرتفعة من هو دونه فيروعه ما عليه من اللباس فما ينقضي حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها. قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا بحبيبنا لقد جئت وأن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه ، فنقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار جل جلاله ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا .

انتهى

ما زال هناك الكثير والكثير

ولكن اقتصر على هذا عسى الله ينفعنا به

وأسأل الله أن يجعلني وجميع المسلمين من أهل الفردوس الأعلى ... آمين

هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarh.ahlamontada.com
 
الجـــــنـــــــــــــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصرح :: المنتديات العامة :: الصرح الاسلامي-
انتقل الى: